الأحد، 17 مايو 2015


رحمك الله يا (كيوشي) .. !
بقلم : محمد أحمد العباد






قبل أيام في الساعة 12 قبل الظهر زرنا مقبرة "براغ"في التشيك لأداء صلاة الجنازة على طبيب ياباني كان يعمل في المستشفى العسكري في التشيك ، اسمه (كيوشي) والذي كان طبيباً متخصصاً في جراحة القلب .

وبدأت قصة إسلامه مع تعرفه على طالب سعودي فاضل اسمه (أحمد الشمري) يدرس في مرحلة الماجستير للهندسة، فكان الأخ العزيز أحمد الشمري يحرص بين وقت وآخر على عرض بعض محاسن الإسلام على كيوشي ، وكان أهم ما أثَّر فيه هو مطالعته لما يتعلق بـ(الطب النبوي) ولكنه حتى تلك اللحظة لم يكن قد أسلم بعد .

عاد كيوشي إلى اليابان وأعاد التفكير والنظر هناك بموضوع الدين الإسلامي فلما عاد ثانيةً إلى "التشيك" اتصل كيوشي على أحمد طالباً منه اللقاء العاجل ، فكان أول ما طرحه كيوشي في اللقاء هو قوله متسائلاً : (( أريد أن أدخل في الإسلام فكيف ذلك ؟ )) وفي آخر ذلك اللقاء أسلم ونطق الشهادتين .


ثم سمَّى نفسه (أحمد) ودعا زوجته للإسلام ، وأدَّى مناسك العمرة ، وصام رمضان الماضي كاملاً .


وما كان بين إسلامه ووفاته إلا (11) شهراً  تقريباً قام خلالها بالدفاع عن الإسلام في اليابان قدر استطاعته من خلال كتابة عدد من المقالات والدعوة الفردية ، واستطاع أيضاً أن ينسق لقاءاتٍ جمعت بين وزارة الثقافة والسفارة السعودية من جهة وبين السفارة اليابانية من جهة أخرى .

أصيب رحمه الله بجلطة في الدماغ توفي على إثرِها قبل أيام (في منتصف مايو 2015) وأُحضِر للمقبرة وتم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ، ولكن لأنه لم يكتب وصية ولا طلب قبل موته بشكل موثق رسمياً أن يُدفن في مقبرة المسلمين (الصغيرة المساحة) ؛ فلذلك تم - بناءً على رغبة والديه - حرق جثمانه وتسليم رفاته لهم في قارورة زجاجية .

 
فأسأل الله لأخينا الفقيد (أحمد) من اليابان الرحمة والمغفرة وأن يجمعنا به في فسيح جناته .





مدخل رئيسي للمقابر






مكان تغسيل الموتى


صندوق الجثمان حيث وقفنا لصلاة الجنازة

 


ويمكن نستخلص من هذا الموقف عِبراً كثيرة من أبرزها ما يلي :
1- علو همة أحمد -المسلم الجديد- مقابل تقاصر هِمم الكثيرين .
2- الطالب المبتعث سفير لدينه ووطنه .
3- أهمية الدعوة الحكيمة المقترنة بالعلم .
4- حاجة المسلمين الذين يعيشون في "التشيك" وخصوصاً في عاصمتها "براغ" للعون والدعم المادي والمعنوي والتعليمي .
5- الموت يأتي بغتة ولا يدري المرء بما تُختَم حياته وهذا يؤكد أهمية كتابة الوصية .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


هناك 3 تعليقات: