الخميس، 22 مايو 2014

هل الغبار يقتل الحشرات والميكروبات والجراثيم؟



س: يتناقل الناس مقولة لابن خلدون في مقدمته حيث قال: "يرسل الله الغبار فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتل الحشرات، وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها، وبعضها يدخل أنوفها وبعضها في جوفها، وبعضها في آذانها وتميتها، فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار" فما رأيك أنت بما قال؟ 
ج: أولاً: لا أدري من أين أتى الناس بهذه المقولة! فهي لم ترد في كتابه المقدمة كما نقلوا.
ثانياً: الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن الغبار بوجه عام أضراره أكثر من منافعه ومن أبرز أضراره:
التلوث البيئي، ويرفع درجة الحرارة ليلاً، كما تتسبب العواصف الغبارية في الأمراض الرئوية كالربو، وأمراض العيون كجفاف العين، كما ثبت أن ذرات التراب تحمل على ظهرها البكتريا الضارة، والفيروسات، والجراثيم الفطرية، فتنقلها من مكان إلى آخر، ويشار إلى إن العواصف الغبارية في أفريقيا هي المسؤولة عن نشر جراثيم التهاب السحايا (الحمى الشوكية) وسط افريقيا، فقد استطاع الباحثون عزل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من ذرات الغبار، والأخطر أن ذرات الغبار الصغيرة 2.5 ميكرون (والميكرون يساوي سُبع قطر الشعرة) والتي يمكن أن ينقلها الهواء لآلاف الكيلومترات تستطيع حمل البكتيريا إلى مسافات بعيدة جدا، ناهيك عن كون العواصف الغبارية تتسبب بعشرات الحوادث المختلفة، وتعطيل آلاف المسافرين وتسبب ربكة في خطوط الملاحة الجوية، وتدفع بالمئات من الناس لمراكز الطوارئ طلباً للأكسجين، والعواصف الرملية تؤثر بشكل مباشر على النشاط التجاري والزراعي والسياحي والرياضي والنقل والمواصلات وكذا العمليات الحربية.




س: وماذا عن منافع الغبار؟ 
من منافعه وايجابياته تخفيف أشعة الشمس، ومن ثم انخفاض درجة الحرارة نهاراً، وأثبتت الدراسات أن هبوب العواصف الغبارية الأفريقية على المحيط الأطلسي نتج عنها تخفيف أشعة الشمس، ومن ثم تبريده؛ وهذا بدوره خفض معدل الأعاصير المدارية المدمرة والتي تضرب أميركا وذلك عام 2006م. ومن منافعه والتي ثبتت حديثاً تخصيب الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية على سبيل المثال، عبر نقل المغذيات المعدنية من الصحاري البعيدة، وثبت أيضاً من منافعه نقل عنصري الحديد والفسفور والتي لها دور في تخصيب سطح المحيطات بتعزيز نمو العوالق النباتية البحرية (البلانكتون)، وبالتالي تستفيد الأسماك منها، كما ثبت هذا في شمال المحيط الأطلسي.









س: هل الإنسان وأنشطته السبب الرئيس وراء حدوث العواصف الغبارية؟  
ج: يظن البعض أن العواصف الغبارية وليدة العصر الحديث، أو نتيجة مباشرة للعبث البيئي من قِبل الإنسان، والصحيح أن العواصف الرملية قديمة جداً، وسابقة للإنسان، إذ إن بحار الرمال التي تجثم فوق أرضنا (الربع الخالي، النفود الكبير، الدهناء، الجافورة ..الخ) ماهي إلا نتيجة لعواصف رملية وغبارية عظيمة، حدثت قبل مجيء الإنسان نفسه، حوالي 7000 - 10000 سنة، ومع ذلك أنشطة الإنسان الحديثة ساهمت في رفع وتيرة العواصف الغبارية.

 



س: أنت بالمناسبة طالبت في أكثر من مرة إلى تعليق الرياضة والمباريات أثناء العواصف الغبارية لماذا؟ 

ج: نعم أنا أطالب بتعليق المباريات خاصة في الملاعب المكشوفة ككرة القدم أن تعلق على غرار الدراسة، في ظل وجود مخاطر صحية كامنة على اللاعبين، في تنفس كميات كبيرة من العوالق الدقيقة (أقل من 2.5 ميكرون) فإن رئة اللاعب ستكون محط ترسيب لتلك الجزئيات الدقيقة، والخطيرة، والتي قد تصيب اللاعب بأمراض الجهاز التنفسي، أو لا قدر الله سرطنة الرئة وفقاً لأبحاث علمية، إذ إن اللاعب وخلال أكثر من 100 دقيقة تقريباً، يضطر إلى استخدام كميات ملوثة من الهواء أكثر من غيره.

   *******






*عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم

السبت، 3 مايو 2014


في إطار مشروع ضخم بين «مكتبة لندن» و«مؤسسة قطر»
بريطانيا تنشر تاريخ الجزيرة العربية.. إلكترونيا





كشفت المكتبة البريطانية عن تفاصيل مشروع لنشر أكثر من 500 ألف وثيقة على الإنترنت تتعلق بتاريخ الخليج وبعض القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية ومخطوطات نادرة لكبار العلماء العرب والمسلمين في مختلف العلوم.

وأكد اوليفر ايرفين رئيس قسم الدراسات الآسيوية والأفريقية في المكتبة أن هذا المشروع يقام بالشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر ويهدف إلى إتاحة هذه الوثائق لمتصفحي الإنترنت مجانا مشيرا إلى أن المشروع الذي بدأ تنفيذه سينتهي في ديسمبر عام 2014، واضاف انه سيتم نشر أكثر من نصف مليون صفحة حول تاريخ الخليج و25 ألفاً من مؤلفات ومخطوطات نادرة لكبار العلماء العرب والمسلمين في مختلف العلوم من الطب إلى الفلك بحيث تكون متاحة للمرة الأولى إلكترونيا وتصبح بمتناول القراء مجانا على موقع خاص بذلك.

هذا وتبلغ تكلفة مشروع نشر الوثائق التاريخية البريطانية حول الخليج 8.7 ملايين جنيه إسترليني مشيرا إلى أن الوثائق مستخرجة من أرشيف مكتب بريطانيا بالهند، وسلط ايرفين الضوء على أن هذا المشروع من شأنه تعزيز معرفة الناس بتاريخ العلاقة بين المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وجعل ثروة من المعلومات حول الأماكن والسياسة والتجارة والثقافة والتقاليد في منطقة الخليج في متناولهم، وأضاف: «.. عندما نتحدث عن تاريخ الخليج فنحن نقصد بذلك كل شيء من الاقتصاد والتجارة إلى التاريخ الاجتماعي والقضايا الأخرى»، لافتا إلى أن المشروع يضم مئات الآلاف من الصفحات التي تلقي الضوء على العلاقات البريطانية مع الخليج خلال 200-300 سنة الماضية.

وأضاف أن هذا أول مشروع كبير تقوم به المكتبة في الشرق الأوسط، والنسخ من المخطوطات والكتب والخرائط سوف تنشر بصور عالية الجودة على الموقع ويمكن تحميلها ونشرها مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين كتب علماء العرب والمسلمين التي سوف يتم نشرها نسخة من كتاب «القانون في الطب» الذي ألفه ابن سينا وهذه النسخة تمت كتابتها في بلاد فارس عام 1070 هجرية (1659 ميلادية) و»تقويم الصحة» الذي ألفه ابن بطلان وهي «أقدم نسخة معروفة ترجع لعام 610 هجرية (1213 ميلادية) وكانت نسخة تم تقديمها إلى الملك الظاهر غياث الدين غازي ابن صلاح الدين حاكم حلب».

ومن بين كتب ومخطوطات تاريخ الخليج خريطة قديمة لمنطقة الخليج وأوراق ووثائق حول القبائل والتجارة في الخليج تعود لعام 1863، وسيمكن الموقع الذي ستوضع عليه هذه الكتب والمخطوطات الزوار من التصفح والبحث بخيارات واسعة وباللغتين العربية والإنجليزية فضلا عن البحث بأسماء الأشخاص والأماكن والتواريخ كما سيتيح الموقع أمام زواره إمكانية التفاعل مع محتوى الموقع من خلال إضافة ذكرياتهم الخاصة ذات الصلة بمنطقة معينة من الخليج وبالتالي سيشاركون بإثراء الموقع عبر تبادل المعلومات والصور الفوتوغرافية.




حرص على أدق التفاصيل



اوليفر متحدثا عن المشروع




جانب من المخطوطات




مكتبة بريطانيا





كتب قديمة باللغة العربية