أحمد علي- سبق- القاهرة:
كشفت مصادر صحفية عديدة عن أن شركة "جوجل" في طريقها لتصنيع سيارة "ذاتية القيادة"
بنفسها، دون الاستعانة بأي شركة أخرى.
وكانت "جوجل" تسعى لأن تصمم شركة "فولكس فاجن" سيارتها ذاتية
القيادة، فيما تكتفي الشركة الأمريكية بتطوير أنظمة التشغيل الخاصة بالسيارة، دون
الدخول في عمليات التصنيع نفسها.
لكن مجلة "فوربس" الأمريكية كشفت أن "جوجل" قررت تصميم وتصنيع
السيارة بنفسها، دون الاستعانة بشركات خارجية، وأن تحمل العلامة التجارية الخاصة
بها.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه لم تجد "جوجل" شركة تصنيع
سيارات واحدة تمكنت من السير على المواصفات ومتطلبات أنظمة جوجل الخاصة لتلك
السيارة.
ومن المتوقع أن تبرم "جوجل" اتفاقاً مع شركة "كونتينتتال"
لتوفير مكونات التصنيع الآلية كافة الخاصة بتصنيع سيارتها الجديدة.
ومن المقرر أن تطرح "جوجل" سيارتها ذاتية القيادة للجمهور في
ولاية كاليفورنيا بحلول عام 2017.
كما أن "جوجل" كشفت أنها تسعى لاستغلال سيارتها ذاتية القيادة
لإنشاء خدمة سيارات أجرة "تاكسي" ليس بها أي سائقين، وتنفذ طلبات مستخدميها دون أي
إزعاج، وإمكانية تأجيرها بمجرد الطلب عن طريق الهواتف الذكية.
ج : ينعقد البيع بالصيغة
القولية أو الصيغة الفعلية.
.
.
س : ما معنى الصيغة
القولية ؟
ج : الصيغة القولية تتكون
من: الإيجاب، وهو اللفظ الصادر من البائع، كأن يقول: بعث. والقبول، وهو اللفظ الصادر
من المشتري، كأن يقول: اشتريت.
.
.
س : ما معنى الصيغة الفعلية
؟
ج : الصيغة الفعلية هي المعاطاة
التي تتكون من الأخذ والإعطاء، كأن يدفع إليه السلعة، فيدفع له ثمنها المعتاد .
.
.
س : هل يمكن أن تكون
الصيغة مركبة من القولية والفعلية ؟
ج : قد تكون الصيغة مركبة
من القولية والفعلية.
قال الشيخ تقي الدين رحمه
الله: "بيع المعاطاة له صور:
إحداها: إن يصدر من البائع
إيجاب لفظي فقط، ومن المشتري أخذ؛ كقول: خذ هذا الثوب بدينار. فيأخذه، وكذلك لو كان
الثمن معينا؛ مثل أن يقول: خذ هذا الثوب بثوبك. فيأخذه.
الثانية: أن يصدر من المشتري
لفظ، ومن البائع إعطاء، سواء كان الثمن معينا أو مضمونا في الذمة.
الثالثة: أن لا يلفظ واحد
منهما، بل هناك عرف بوضع الثمن وأخذ المثمن" انتهى.
عند وصولي إلى مدينة أوستن في ولاية تكساس
قادماً من مدينة سياتل في ولاية واشنطن ، وفي صباح اليوم الثاني ، قررت وصديقي فيصل
التجول في المنطقة المحيطة بالسكن وإستكشافها ، حيث أصبحنا أكثر ابتهاجاً وراحةً
لما تحتويه المنطقة من مطاعم ، مراكز تسويق غذائية ، صيدلية ، محطة محروقات ، بنوك
، سينما ، وغيرها من الخدمات ، هذا بالإضافة إلى قربه من أحد أهم الشوارع الرئيسية
في أوستن وهو شارع الكونجرس Congress St ، حيث تقع الجامعة التي أدرس بها حالياً
سانت ادواردز Saint Edward’s والعديد من المراكز الأساسية في المدينة وصولاً إلى
أكبر كونجرس في أمريكا. ( صورة 1 ) .
العملة المعدنية المستخدمة في أمريكا ( صورة 2
)
تعتبر البقالة (محل التموينات الغذائية)
من العوامل الأساسية الواجب توافرها قريباً من المنزل ، حيث يسهل شراء اللوازم
الإستهلاكية كثيرة الإستخدام وغيرها الكثير مما تحتويه بين جدرانها الأربعة
المتهالكة في الغالب. ولأهميتها ، قررنا الذهاب إليها أولاً لشراء بعض اللوازم
الغذائية ، عند الإنتهاء من التسوق دفعت المبلغ كاش ، وقام الكاشير بإعطائي المبلغ
المتبقي حيث كان يحتوي على الكثير من النقود المعدنية والتي تسمى Coins ( صورة 2 )
، ولأني لم أعتد على حملها والتعامل معها ، كان مصير الكثير منها ومن ما سبقها هو
الضياع والإختباء.
في طريق العودة إلى المنزل ، كنت أفكربالطريقة الصحيحة
محفظة النقود المعدنية ( صورة 3 )
لحمل هذه النقود ، حيث أني عزمت على
تغيير طريقة دفع الحساب من البطاقة الإئتمانية إلى الكاش ، لأن البطاقة الإئتمانية
تجعل منك انساناً آخر يحب الصرف والتسوق وهو غير آبه بالنتائج العكسية المحزنة في
كثير من الأحيان ، استمر القلق يصاحبني إلى أن وصلنا إلى المنزل ، بعد الوصول كان
لدي القليل من الأعمال المنزلية ، فالسكن جديد ويحتاج لبضعة أشياء من تنظيف وترتيب
وغيرها، في هذه الأثناء طرأت لدي فكرة شراء محفظة نقود معدنية ( صورة 3 ) فقررت
شرائها صباح الغد.
في صبيحة اليوم الثالث ، خرجت من المنزل
قاصداً البقالة ، فشراء المحفظة أصبح من الضروريات ، عند وصولي ، قابلت الكاشير
وسألته: هل من الممكن أن أحصل على محفظة نقود معدنية؟ أجاب سريعاً وقال: لا يوجد
لدينا محافظ. بعدها بدت عليّ ملامح الإحباط وسألته: ومن أين أحصل عليها؟ فبدأ يصف
لي منطقة قريبه وقال بأني سوف أجد أنواع كثيرة من المحافظ هناك. قاطعته سائلاً
إياه: وكم تبعد هذه المنطقة من هنا؟ فقال: هل أنت جديد هنا. فقلت له: نعم ، وهذا
اليوم الثالث لي هنا. بعدها أخرج محفظة نقود معدنية كانت معلقة في بنطاله ، وبدأ
يفرغها مما تحتويه من النقود المعدنية ، وقال لي: تفضل خذها ، هذه محفظة نقود
معدنية..! قلت له: وكم سعرها؟ فقال: خذها فرري ( أي خذها مجاناً ) ، فأنت جديد في
المنطقة وقد تكون بحاجتها أكثر مني. عندها لا أعلم كيف يكون الرد المناسب لهذا
الشخص إلا أني أطلت معه الحديث حول قصته ، فهو فلبيني يتكلم 3 لغات بطلاقة ،
الفلبينية والإنجليزية والأسبانية ، وكل ذلك من أجل عمله الذي يتطلب أن يكون متقناً
للإنجليزية والأسبانية ، فجاهد نفسه وتعلم إلى ان امتلك هذه البقالة الصغيره ،
بزبائنها الكُثُر ، نتيجة تعامله الرائع مع زواره الذين يحبونه ويحبهم. طلبت منه
صورة ، فوافق في الحال.. دمتم بخير وعافية..
- مايستفاد من هذه القصة:
المعاملة الحسنة مع الناس ، تجعلك محبوباً ، وتبعث في نفسك السعادة
والأمل.
أنصح الجميع بعدم استخدام البطاقة البنكية لدفع الحساب ، واستبدالها بالكاش ،
فالإختلاف بينهما كبير.
العمل بإخلاص ومثابرة يحقق لك الراحة النفسية ،
ويجلب لك التوفيق من رب العزة والجلال.
لا يصح
التصرف في المبيع قبل قبضه إذا كان مكيلاً أو موزونا أو معدودًا أو مذروعا باتفاق الأئمة،
وكذا إذا كان غير ذلك على الصحيح الراجح من قولي العلماء رحمهم الله لقول النبي صلى
الله عليه وسلم: "من ابتاع طعاما؛ فلا يبعه حتى يستوفيه"، متفق عليه، وفي
لفظ: "حتى يقبضه"، ولمسلم: "حتى يكتاله". قال ابن عباس رضي الله
عنهما "ولا أحسب غيره إلا مثله"؛ أي: غير الطعام، بل ورد ذلك صريحا؛ كما
روى الإمام أحمد: "إذا اشتريت شيئا؛ فلا تبعه حتى تقبضه"، وروى أبو داود:
"نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التاجر إلى رحالهم".
قال شيخ
الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله: "علة النهي عن البيع قبل القبض
عجز المشتري عن تسلمه؛ لأن البائع قد يسلمه وقد لا يسلمه، لا سيما إذا رأى المشتري
قد ربح؛ فإنه يسعى في رد البيع؛ وإما بجحد، أو احتيال على الفسخ، وتأكيد ذلك بالنهي
عن ربح ما لم يضمن" انتهى.
فيجب
على المسلمين أن يتقيدوا بذلك، فإذا اشتري المسلم سلعة؛ لم يقدم على التصرف فيها ببيع
أو غيره قبل أن يقبضها قبضا تاما، وهذا مما يتساهل فيه كثير من الناس أو يتجاهلونه،
فيشترون السلع ثم يبيعونها وهم لم يقبضوها من البائع أصلاً أو قبضوها ناقصا لا يعد
قبضا صحيحا؛ كأن يعد الأكياس أو الطرود أو الصناديق وهي في محل البائع، ثم يذهب ويبيعها
على آخر، وهذا لا يعد قبضا صحيحا، يترتب عليه جواز تصرف المشتري فيها.
فإن قلت:
ما هو القبض الصحيح الذي يسوغ للمشتري التصرف في السلعة؟
فالجواب : أن قبض السلع يختلف
باختلاف نوعيتها، وكل نوع له قبض يناسبه، فإذا كان المبيع مكيلاً؛ فقبضه بالكيل، وإن
كان موزونا؛ فقبضه بالوزن، وإن كان معدودًا؛ فقبضه بالعد، وإن كان مذروعا؛ فقبضه بالذرع،
مع حيازة هذه الأشياء إلى مكان المشتري .
وما كان كالثياب والحيوانات والسيارات؛ فقبضه
بنقله إلى مكان المشتري، وإن كان المبيع مما يتناول باليد كالجواهر والكتب ونحوها؛
فقبضه يحصل بتناول المشتري له بيده وحيازته .
وإن كان المبيع مما لا يمكن نقله من مكانه؛
كالبيوت والأراضي والثمر على رؤوس الشجر؛ فقبضه يحصل بالتخلية؛ بأن يمكن منه المشتري،
ويخلي بينه وبينه ليتصرف فيه تصرف المالك، وتسليم الدار ونحوها بأن يفتح له بابها أو
يسلمه مفتاحها.
س : ما الحكمة من النهي عن البيع قبل القبض ؟
ج : قد مر
من الأحاديث في النهي عن التصرف في المبيع قبل قبضه المعتبر شرعا؛ لما في ذك من المصلحة
للمشتري والبائع؛ من قطع النزاع،
والسلامة من الخصومات التي كثيرًا ما تنشب بين الناس بسبب تساهلهم في القبض وعدم تفقد
المشتري واستيفائها بالوفاء والتمام وانقطاع عهدة البائع بها، وهذا أمر ينبغي للمسلم
التقيد به وتطبيقه في معاملته.
وكثير
من الناس اليوم يتساهلون في قبض السلع، ويتصرفون فيها قبل القبض الشرعي، فيرتكبون ما
نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقعون في الخصومات والمنازعات، أو يصابون بالندامة
عندما تنكشف لهم السلعة على حقيقتها وقد تورطوا فيها؛ فلا يستطيعون الخلاص منها إلا
بمرافعات ومدافعات، وهكذا كل من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا بد أن يندم
ويقع في الحرج .
.
.
.
ومما
حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيه: إقالة أحد المتعاقدين للآخر بفسخ البيع
عندما يندم على العقد أو تزول حاجته بالسلعة أو يعسر بالثمن، قال النبي صلى الله عليه
وسلم: "من أقال مسلما؛ أقال الله عثرته يوم القيامة"، الإقالة معناها: رفع
العقد، ورجوع كل من المتعاقدين بما كان له من غير زيادة ولا نقص، وهي من حق المسلم
على أخيه المسلم عندما يحتاج إليها، وهي من حسن المعاملة ومن مقتضى الأخوة الإيمانية.
قياس ارتفاع :
باستخدام الظل " نظرية تطابق المثلثات
يتم احضار عصا
معلومة الطول ويتم قياس طول ظلها " وتحديد نسبة طول الظل إلى نسبة العصا
ويتم حساب ظل الجسم
المراد معرفة طولة وباستخدام النسبة التى تم ايجادها يمكن معرفة رتفاع الجسم
استخدام القلم :
يتم الامساك بالقلم
عاموديا بحيث يكون راس القلم عند قمة الجسم واسفله عند اسفل الجسم
ويتم امالة القلم
بشكل افقى ويسير المعاون بنفس بعد الجسم المراد قياس ارتفاعه بشكل افقى بحيث يتحرك
من اول القلم إلى اخره ويحسب عدد خطواته ويكون عندنا ارتفاع الجسم
كما يظهر فى الصورة
بالأعلى
يتم استخدام نظرية
تشابه المثلثات فى تحديد عرض النهر
نأخد نقطة عمودية
على النهر" A" باستخدام جسم ثابت الشجرة
ثم نسير عددا ن
الخطوات ونضع علامة " B" ثم نسير نصف العدد ونضع علامة
اخرى " C "
ثم نتحرك بشكل عمودة
الى الخلف حتى يكون النقطة "B" والجسم الثابت على خط واحد
ويكون لدينا مثلثان متشابهان
استخدام الظل بشكل
متشابهات مثلثات كما فى الشكل بالاعلى
وهو من المقاييس
ومسافته تكون بعد أن تفتح الأصابع جميعها من نهاية الإبهام إلى نهاية الخنصر
(الخامس ) بشكل مستقيم وهو يساوي تقريبا نصف ذراع ،ويمكن قياس نصف الشبر بعد لمِّ
أصابع اليد الخمسة إلى بعضها البعض بشكل يقاس به الأقمشة خصوصا في التفصيل ويساوي
تقريبا 20-22.5 سم .
وهو نصف الوار ويقاس
من نهاية إصبع اليد الأوسط حتى عظمه الكوع ويساوي اليوم 18 بوصة أي 45 سم ،وجمع
الذراع أذرع وتقاس به الأقمشة وهو مقياس كان شائعا في الماضي إلا انه اليوم قد قل
شيوعه فيستعمل الوار اكثر منه .
كذلك كانت تقاس به البيوت والسفن
الخشبية وقد استورد الذراع من الهند بشكل قضيب مستطيل من النحاس ثم من الحديد طوله
18 بوصة وعرضة ½ بوصة ثم استورد الوار أيضا من نفس المواد السابقة، أما محليا فقد
عمل الذراع والوار من الخشب أما الآن فان القدم يستعمل في مقياس الأراضي والذراع ظل
مقياس الأقمشة مع الوار .
وهو اكبر المقاييس
وتكون مساوية للمسافة بين إصبعي وسط اليدين عندما تكون مفردتين وليستا مرخيتين أي
تكون خط مستقيم واصل عند فرد اليدين بين نهاية الإصبع الأوسط لكلا منها، وهو يساوي
أيضا المسافة بين قاع قدم الأرض وصولا نهاية عظام القفص الصدري في منتصفه وسط
الفجوة التي تسمي محليا ( الحفيرة) ،والباع يساوي أربعة اذرع أو ستة أقدام اليوم
ومجموع يسمي ابوع ويقاس بالباع الحبال والقماش الرخيص وكذلك عمق الماء وهو يساوي
حوالي من 180-200 سم .
ومسافته من نهاية
إصبع الإبهام إلى نهاية إصبع السبابة بشكل مستقيم بعد فرد اليد ويمكن قياس نصف
الفتر بمثل قياس نصف الشبر على أن تكون الأصابع أربعه فقط دون الإبهام مضمومة إلى
بعضها البعض بشكل أفقي وهذا القياس يستعمل أيضا في التفصيل وهو يساوي بين 15-18 سم
.
الاثنين، 19 أغسطس 2013
امثال مصورة
إعداد وتصوير - إبراهيم الزهراني ( من الباحة )
(قطرة مع قطرة تسيل، وحبة مع حبة تكيل)
الكيل بالمد
هذا المثل من الأمثال الدارجة في منطقة الباحة، وفيه حث على عدم التبذير،
وطلب الترشيد والاقتصاد، والتكاتف والتعاون، وأن لا يستهان بحبة قمح لأنه اذا ما تم
ادخارها مع أخرى فإنها ستكون رقماً أعلى، وإذا تجمعت تعود بالمنفعة، وشبه ذلك
بقطرات الماء إذا زادت كميتها فإنها تحمل صفة السيلان والتدفق وهو أيضاً حث على
ترشيد المياه .
والكيل الوارد ذكره هنا هو: وحدة وكيل يقاس بها حجم ما يوضع فيها من قمح أو شعير
او أرز وبن وغير ذلك، كما هو الحال في الصاع والمكيال منه "المد" و"النصيف"
و"الربيع"، وكانت تستخدم تلك المكاييل لتقدير الكم من الانتاج الزراعي، كما يقال في
المثل العربي الفصيح: (طفح الكيل) أي إذا زاد عن حده، تشبيهاً بتفاقم الأمور
والمبالغة والغلو في المعاملة الإنسانية.
إن الوصف الدقيق الذي وصفه
القرآن الكريم للطريقة التي تتكون من خلالها الغيوم أو السحب في سماء الأرض وكذلك
ذكره لأنواع هذه الغيوم ينفي نفيا قاطعا أن يكون هذا القرآن من تأليف البشر بل هو
منزل من لدن عليم خبير سبحانه وتعالى. ومما يثير الدهشة أن عالم الأرصاد الجوية
الإنجليزي لوك هوارد (Luke Howard) عندما قام في مطلع القرن التاسع عشر بوضع تصنيف
لأنواع الغيوم أعطى لأحد أنواعها نفس التسمية القرآنية لهذا النوع وهي السحب
الركامية حيث أعطى هوارد الكلمة اللاتينية (Cumulus) والتي تعني ركام أو
متراكم.
بل إن الأعجب من هذا أن
القرآن الكريم قد أكد على أن البرد لا ينزل إلا من غيوم لها امتدادات في السماء
تظهر لمن يراها من أعلاها كأنها الجبال وهو ما أظهرته الصور التي التقطتها الطائرات
والأقمار الصناعية. ومما يثير العجب أيضا أن يصف القرآن الكريم بعض السحب بأنها
ثقيلة وهذا ما لا يمكن أن يستوعبه عامة الناس فالغيوم بكل أنواعها تطير في الهواء
فكيف يمكن أن يكون بعضها ثقيلا وبعضها الآخر خفيفا. ولكن علماء الأرصاد في العصر
الحديث يعلمون جيدا ما معنى أن تكون السحب ثقيلة بل ويطلقون عليها اسم السحب
الثقيلة (Heavy clouds) وهي سحب محملة بكميات كبيرة من الماء فلا تكاد تطير في
الهواء بسبب ثقلها ولذا نراها قريبة من سطح الأرض كما يظهر في الصورة العليا وصدق
الله العظيم القائل "هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا
وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)" الرعد.
لقد أكد القرآن الكريم في
آيات كثيرة على وجود معجزات كثيرة في هذه السحب التي تتكون في السماء وحث البشر على
التفكر فيها لكي يكتشفوا الآليات العجيبة التي تقف وراء تكونها بهذه الأشكال
العجيبة فقال عز من قائل "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ
مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ
دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)" البقرة.
ولقد اكتشف العلماء في
القرن العشرين حقائق مذهلة عن آليات تكون السحاب وطرق نزول المطر منه والآليات التي
تضمن وصول المطر إلى مختلف مناطق اليابسة. إن المادة الخام اللازمة لتشكل السحب هو
بخار الماء الذي يصعد من المسطحات المائية المختلفة وعلى الأخص المحيطات وذلك بفعل
حرارة الشمس وكذلك البخار الذي يخرج من أجسام الحيوانات والنباتات. إن عملية نقل
الماء من المحيطات وتوزيعها على اليابسة تتم بآليات بالغة الإتقان حيث تستخدم
الطاقة الشمسية لتبخير الماء من المحيطات بدون أن يتم رفع درجة حرارة الماء إلى
درجة الغليان.
الشكل يوضح دورة تشكل الأمطار
ويقدّر العلماء كمية الماء
المتبخر من المحيطات في السنة الواحدة بأربعمائة وعشرين ألف كيلومتر مكعب ومن
اليابسة بسبعين ألف كيلومتر مكعب وتحتاج هذه الكمية الهائلة من الماء المتبخر إلى
كمية هائلة من الطاقة تقدّر بمائتين وخمسين مليون بليون كيلواط ساعة في السنة
الواحدة. وتتكفل الشمس بتوفير هذه الكمية الهائلة من الطاقة لعملية تبخير الماء من
خلال الإشعاع الذي يصل إلى الأرض على شكل أمواج ضوئية وحرارية.
ولو قدر لهذه الكمية الهائلة
من الماء المتبخر أن تنزل دفعة واحدة على سطح جميع القارات لوصل ارتفاع الماء عليها
إلى عشرة أمتار ولكن من لطف الله بعباده أن 380 ألف كيلومتر مكعب منها ينزل على
المحيطات بينما ينزل على اليابسة فقط مائة ألف كيلومتر مكعب تقريبا. وبما أن بخار
الماء أقل كثافة من الهواء فإنه يصعد إلى الأعلى ليختلط بالهواء الملامس للمسطحات
المائية فيصبح الهواء رطبا وتعتمد كمية بخار الماء التي يمكن للهواء أن يحتويها على
درجة الحرارة. إن من أهم الآليات التي يعتمد عليها تشكل السحاب هي أن كمية بخار
الماء التي يحتويها الهواء تزداد مع زيادة درجة الحرارة فالمتر المكعب من الهواء
على سبيل المثال يمكنه أن يحمل حتى 30 غرام من البخار عند 30 درجة مئوية ولا يمكنه
أن يحمل أكثر من ذلك عند هذه الدرجة ويسمى هذا الحد بحد التشبع أو ما يسمى بنقطة
الندى (Dewpoint).
وإذا ما انخفضت درجة حرارة
الهواء إلى عشرة درجات مئوية فإن المتر المكعب من الهواء لا يمكنه أن يحمل أكثر من
تسعة غرامات من البخار وإذا ما انخفضت درجة حرارة الهواء أكثر فأكثر فإن كمية
البخار فيه تقل إلى كمية لا تكاد تذكر. وعلى هذا فإن الهواء المشبع ببخار الماء
عندما يبرد يحول بخار الماء الزائد عن حد الندى عند درجة الحرارة الجديدة إلى قطرات
من الماء فالمتر المكعب من الهواء المشبع تماما بالبخار عند درجة 30 مئوية ينتج 21
غرام من الماء عندما يبرد إلى درجة 10 مئوية.
أما الآلية الثانية التي
يعتمد عليها تشكل السحب فهي أن درجة حرارة الجو تقل تدريجيا مع ارتفاعه عن سطح
البحر حيث تقل درجة حرارته بمعدل ستة درجات مئوية تقريبا لكل كيلومتر في الارتفاع.
إن هذه الخاصية هي التي تعمل على تحويل بخار الماء المنبعث من أسطح المحيطات إلى
غيوم ومن ثم إلى ماء ليعود إلى الأرض ثانية ولولا هذا التقدير في الخلق لاختفى
الماء من الأرض منذ زمن بعيد حيث أن بخار الماء أخف من الهواء ولذا فإنه سيهرب إلى
الفضاء الخارجي لولا هذه الخصائص العجيبة.
إن بخار الماء المنبعث من
المحيطات سيعود إليها حتما أثناء ارتفاعه إلى الأعلى بسبب نكثفه إلى ماء مع انخفاض
درجة حرارة طبقات الجو الأعلى ولكن المطلوب هو إيصال هذا الماء إلى اليابسة لإدامة
حياة الكائنات عليها.
يتم إيصال الماء المتبخر من
المحيطات والبحار إلى اليابسة من خلال الآلية الثالثة وهي الرياح فبدونها ستبقى
اليابسة صحراء مقفرة لا حياة عليها رغم وفرة المياه في المحيطات. إن ظاهرة الرياح
على الأرض ظاهرة عجيبة لا يمكننا أن نخوض في تفصيلاتها في هذه المقالة وسنفرد لها
مقالة خاصة ولكن سنشرح بعض خصائصها التي ستساعدنا على شرح ظاهرة السحب. تنشأ الرياح
بسبب اختلاف درجة حرارة سطح الأرض فهو أشد حرارة عند خط الاستواء وتقل تدريجيا كلما
تحركنا باتجاه القطبين.
الشكل يوضح جهة حركة الرياح على كوكب
الأرض
وبما أن كثافة الهواء تقل
مع ارتفاع درجة الحرارة فإن الضغط الجوي عند خط الاستواء أقل منه عند القطبين مما
يعمل على تحرك الهواء من القطبين باتجاه خط الاستواء بسرعات عالية منتجا ظاهرة
الرياح. ويكون اتجاه الرياح من الشمال إلى الجنوب في النصف الشمالي من الكرة
الأرضية ومن الجنوب إلى الشمال في النصف الجنوبي. ولكن وبسبب دوران الأرض وما
حولها من الغلاف الجوي حول محورها فإن اتجاه حركة الرياح ينحرف إلى الغرب قليلا عند
القطبين مما يؤدي إلى ظهور ثلاثة أنماط مسيطرة من اتجاهات الرياح في كل نصف من
الكرة الأرضية كما تبين الصورة المرفقة. ولكن وبسبب اختلاف الحرارة النوعية بين
البر والبحر وبسبب وجود تضاريس معقدة على البر وبسبب تأرجح محور دوران الأرض فإن
حركة الرياح عند سطح الأرض تشذ عن هذه الحركة العامة في كل منطقة من الأرض منتجة
أنماط لا حصر لها من حركة الرياح تتحدد حسب موقع المنطقة وفي أي وقت من السنة.
وبسبب هذا التعقيد في العوامل التي تحدد حركة الرياح فإنه من الصعب التنبؤ باتجاه
حركتها وكذلك سرعتها بشكل دقيق. تلعب الرياح الدور الرئيسي في تشكل السحب وفي نقل
الماء من المحيطات إلى اليابسة وقد أكد القرآن الكريم في آيات كثيرة على هذا الدور
البارز للرياح فقال عز من قائل " وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ
الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا
بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)" فاطر والقائل سبحانه
"وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى
إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ
الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)" الأعراف.
وتدبر معي أخي القارئ في
الآية السابقة قوله تعالى "إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا
سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ " والتي تؤكد على عملية نقل الماء من المحيطات
إلى اليابسة فبخار الماء الذي تنتجه المحيطات لا فائدة منه لولا الرياح فهي التي
تمر عليه لتحمله بعيدا عن المحيطات ليسقط على اليابسة. وإلى جانب نقلها للسحب من
مكان إلى مكان تعمل الرياح بما تحمله من ذرات الرمال والغبار والدخان على تكثيف
بخار الماء على هذه الجسيمات الدقيقة وصدق الله العظيم القائل "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)" الحجر.
أما الآيات التي تبين
بطريقة علمية دقيقة خطوات تشكل السحب من بخار الماء فهي قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ
يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ (43)" النور وقوله تعالى "اللَّهُ
الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ
كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
(48)" الروم .
ولكي يتضح للقارئ وجوه
الإعجاز في هذه الآيات ومدى دقة التعبير القرآني في وصف عملية تشكل السحب وكذلك
أنواعها لا بد من شرح مبسط لما اكتشفه العلماء من حقائق حول طرق تكون السحب وكذلك
أنواعها.
تتشكل السحب كما ذكرنا
سابقا نتيجة لتكثف بخار الماء الذي في الهواء عندما يبرد وتصل درجة حرارته إلى درجة
الحرارة الحرجة وهي الدرجة التي يصل عندها البخار إلى حد التشبع (نقطة الندى).
وتقوم الرياح بمهمة نقل بخار
الماء من المحيطات أو من المناطق الرطبة في اليابسة إلى طبقات الجو الباردة لكي
يتكثف ويتحول إلى مطر ينزل إلى الأرض وذلك من خلال عدة طرق.
الشكل يوضح دور الرياح في نقل بخاء الماء
أولها من خلال التيارات
الهوائية الصاعدة والتي تتولد عندما يسخن سطح الأرض فيتمدد الهواء الملامس له فتقل
كثافته ويرتفع إلى الأعلى حاملا معه بخار الماء والذي يتكثف ليكون السحاب على
ارتفاعات مختلفة وذلك حسب درجة رطوبة الهواء والتي كلما قلت كلما ازداد ارتفاع
السحب المتكونة, أما الطريقة الثانية فهي من خلال قيام الرياح بحمل البخار من
المحيطات وعندما تصل إلى السلاسل الجبلية على اليابسة فإنها ترتفع نتيجة لاصطدامها
بها فتصل إلى طبقات الجو الباردة فيتكثف البخار وتتكون السحب.
وأما الطريقة الثالثة فهي من
خلال التقاء جبهتين هوائيتين أحدهما دافئة رطبة والأخرى باردة جافة وعند اصطدامهما
ترتفع الجبهة الدافئة فوق الباردة بسبب خفة وزنها فتصل بما فيها من البخار إلى
الطبقات الباردة ليتحول إلى سحاب, وأما الطريقة الرابعة فهي من خلال هبوط درجة
حرارة الهواء المشبع بالبخار إلى ما دون الدرجة الحرجة فيتحول بخار الماء إلى سحاب
أو ضباب أو ندى. وعندما يتحول بخار الماء بإحدى هذه الطرق إلى سحاب فإنه يكون على
شكل رذاذ (water droplet) وهي قطرات ماء بالغة الصغر لا يتجاوز قطرها 20 ميكرومتر
أو على شكل بلورات ثلجية صغيرة في حالة تكون السحاب عند درجات حرارة دون درجة تجمد
الماء. ومن الجدير بالذكر أن البخار لكي يتكثف يلزمه وجود مواد صلبة بالغة الصغر
يطلق عليها اسم نوى التكاثف (Condensation nuclei) وهي متوفرة بكثرة في الجو
كالغبار والدخان وحبوب اللقاح وأملاح البحر التي تعلق ببخار الماء عند تبخره ولا
يتجاوز قطر هذه الجسيمات الميكرومتر الواحد. وعند وصول هذه السحب إلى مناطق باردة
فإن رذاذ الماء يتجمع ليكون قطرات الماء والتي قد يصل حجمها إلى 20 ملليمتر أو
ليكون حبات البرد التي قد يصل قطرها لعدة سنتيمترات أو ليكون رقاقات الثلج ذات
الأشكال العجيبة. لقد تم تصنيف السحب إلى أنواع مختلفة وذلك حسب شكلها وارتفاع
قاعدتها عن سطح الأرض وكذلك فيما إذا كانت ماطرة أو غير ماطرة.
الشكل يوضح أنواع السحاب بحسب أرتفاعها
فمن حيث الشكل صنف العالم
الانجليزي هوارد السحب من حيث شكلها إلى ثلاثة أنواع أساسية وهي السحب الركامية
(cumulus) وهي سحب كثيفة لكنها كالصوف المنفوش وقد تكون متقطعة وتغيير شكله بشكل
سريع وتتكون من عدة طبقات تتراكم فوق بعضها البعض وسمكها في المتوسط عدة كيلومترات
وقد يصل ارتفاع قمتها إلى خمسة عشر كيلومتر عند خط الاستواء والسحب الطبقية
(stratus) وهي سحب رقيقة ومتصلة رمادية أو بيضاء اللوم وتكون على شكل طبقة واحدة لا
يتجاوز سمكها عدة مئات من الأمتار والسحب السمحاقية أو القزعية (cirrus) وهي سحب
عالية وخفيفة بيضاء اللون تكون على شكل قطع صغيرة تخرج منها امتدادات على شكل ذيل
الفرس.
أما من حيث الارتفاع فقد تم
تصنيفها إلى ثلاثة أنواع وهي السحب المنخفضة والتي لا يتجاور ارتفاع قاعدتها عن سطح
الأرض كيلومترين اثنين والسحب المتوسطة والتي يتراوح ارتفاع قاعدتها بين كيلومترين
وستة كيلومترات والسحب العالية والتي يتراوح ارتفاع قاعدتها بين ستة كيلومترات
وخمسة عشر كيلومتر. ولا توجد السحب (cirrus) إلا في الارتفاعات العالية بينما يمكن
أن توجد السحب الركامية والطبقية عند جميع الارتفاعات فهناك السحب الركامية العالية
(Cirrocumulus) والمتوسطة(Altocumulusِِ) والمنخفضة (cumulus) وكذلك الحال مع السحب
الطبقية. وأما من حيث المطر فقد أطلق العلماء على السحب التي يمكن أن ينزل منها
المطر اسم السحب الماطرة أو المزن (nimbus) فالسحب السمحاقية غير ماطرة بينما بعض
السحب الركامية والطبقية تكون ماطرة وفي هذا الحال تسمى المزن الركامية
(Cumulonimbus) والمزن الطبقية (nimbostratus).
صورة لسحابة
ركامية
ومن الواضح من الآيات
القرآنية السابقة أنها تتحدث عن نوع محدد من السحب وهي السحب الماطرة أو المزن
وبالتحديد المزن الركامية والتي تسمى السحب أو العواصف الرعدية ولذا سنشرح بشيء من
التفصيل هذا النوع من السحب لنرى مدى التوافق بين ما أوردته الآيات القرآنية عن
مواصفاتها وما اكتشفه العلماء عنها.
فالسحب الرعدية تنمو بشكل
رأسي وتكون قاعدتها على ارتفاع يتراوح بين 300 و 500 متر عن سطح الأرض وقد تمتد
قمة السحابة إلى ما يزيد عن عشرة كيلومترات وهي داكنة اللون عند أسفلها وبيضاء عند
أعلاها. وتتكون مثل هذه السحب الرعدية في حالة عدم استقرار الجو وفي الغالب عند
التقاء كتلتين هوائيتين أحدهما باردة جافة والأخرى دافئة رطبة مما يدفع الكتلة
الهوائية الدافئة للصعود إلى الأعلى مكونة مثل هذه السحب التي تتميز بوجود تيارات
هوائية صاعدة وأخرى هابطة في داخلها. وينتج عن الاحتكاك بين مكونات هذه السحب بسبب
السرعات العالية للتيارات الهوائية شحنات كهربائية موجبة وأخرى سالبة تعمل التيارات
الهوائية بفصلها عن بعضها البعض منتجة فرقا في الجهد بينها قد يصل إلى 380 كيلوفولت
وعند تفريغ هذه الشحنات يحدث البرق يتبعه الرعد.
تظهر السحب أو العواصف الرعدية على شكل
خلايا (Multicell cluster storms) يبلغ قطر الواحدة منها مابين 2 إلى 5 كيلومتر
وقد تظهر السحب أو العواصف
الرعدية على شكل خلايا (Multicell cluster storms) يبلغ قطر الواحدة منها مابين 2
إلى 5 كيلومتر وهذه الخلايا تتكون تباعا وليس في نفس الوقت. وفي بعض خلايا السحب
الرعدية يظهر في مقدمة السحابة من أسفلها جزء اسطواني الشكل ينتج عن الدوامات
الهوائية في داخلها كما يظهر في قمة السحابة جزء على شكل السندل (anvil) وذلك بعد
أن تضعف شدة العاصفة.
وفي كل خلية يحمل التيار
الهوائي الصاعد الذي قد تصل سرعته إلى مائة كيلومتر في الساعة بخار الماء من أسفل
السحابة إلى طبقات الجو العليا ذات درجات الحرارة المتدنية التي قد تصل إلى خمسين
درجة تحت الصفر فيتحول بعضه إلى ماء وبعضه إلى برد وثلج والتي تنزل إلى الأرض مع
تيار الهواء الهابط التي تبلغ سرعته ثلاثين كيلومتر في الساعة.
وتعتمد كمية الماء في
الخلية الواحدة على نصف قطرها وارتفاعها فخلية بقطر ثلاثة كيلومترات وارتفاع ستة
كيلومترات قد تحتوي على ما يقرب من نصف مليون طن من الماء. ونأتي الآن على شرح
الآيات القرآنية السابقة والمتعلقة بتشكل السحاب على ضوء الحقائق العلمية التي
شرحناها آنفا, فالحقيقة الأولى التي أكدت عليها الآيات القرآنية هو أن الرياح تلعب
الدور الرئيسي في عملية تكون السحب فهي التي تقوم بنقل بخار الماء من فوق البحار
إلى اليابسة وهي التي تقوم برفعه إلى طبقات الجو الباردة لكي يتكثف ويتحول إلى ماء
أو برد أو ثلج وهي التي تجلب ذرات الرمال والغبار اللازمة لعملية تكثيف البخار كما
في قوله تعالى " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
فَتُثِيرُ سَحَابًا" وقوله تعالى " وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ".
أما الحقيقة الثانية فهي أن
السحاب يأخذ أشكالا لا حصر لها في جو السماء تدعو للتدبر والتأمل وتثير البهجة في
النفوس لقوله تعالى "فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ
يَشَاءُ ".
الشكل يوضح دور ا لرياح في تشكل السحب
الركامية ثم نزول المطر والبرد
أما الحقيقة الثالثة فهي
ضرورة تجميع كميات كبيرة من بخار الماء في حيز واحد لكي يتم الحصول على كميات ماء
كافية وهذا يتم من خلال تراكم الغيوم فوق بعضها البعض لقوله تعالى "ثُمَّ
يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا". أما الحقيقة الرابعة فهي أن البرد
لا يمكن أن يتكون إلا في طبقات الجو الباردة جدا وهذا يلزم رفع الغيوم لارتفاعات
عالية تصل لما يزيد عن عشرة كيلومترات ولذا نجد أن بعض خلايا السحب الرعدية تبرز
كالجبال فوق مستوى السحابة حيث يتكون البرد فيها لقوله تعالى "وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ".
أما الحقيقة الخامسة التي
ذكرتها الآيات القرآنية وهي الأعجب أن السحب الرعدية يجب تقسيمها إلى خلايا لكي
تتمكن من تكثيف ما بها من بخار بكفاءة عالية وفي وقت قصير كما شرحنا ذلك آنفا وذلك
مصداقا لقوله تعالى "وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ
يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ".
أما الحقيقة السادسة فهي
تأكيد الآيات على حقيقة وجود سحب ثقيلة تحمل كميات كبيرة من الماء تقاس بملايين
الأطنان وذلك في قوله تعالى "حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا" وقوله
تعالى "وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ". أما الحقيقة
السابعة فهي ربط حدوث البرق مع هذا النوع من السحب الرعدية وهذا هو الحال فالبرق لا
يتولد إلا بوجود مثل هذه السحب كما قال تعالى " يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ". وبعد هذا الشرح لهذه الآيات القرآنية ومطابقتها لما اكتشفه
العلماء من حقائق علمية عن السحب بعد مرور ما يزيد عن 1400 عام من نزول القرآن هل
يمكن لإنسان عاقل ومنصف أن ينسب هذا القرآن الكريم لإنسان أمي عاش في بيئة صحراوية
لا تظهر فيها السحب الرعدية إلا نادرا. إن الذي يتحدث عن هذه السحب بكل ثقة وبتأكيد
لا يساوره أي شكل فيعطي تفصيلات بالغة الدقة عن تركيب هذه السحب لا زال أكثر الناس
في هذا العصر يجهلها هو من خلق هذه السحب وهو من أنزل هذا القرآن وهو القائل
سبحانه "إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا(98) " طه.
صورة بالاقمار الصناعية للامواج الداخلية
العميقة تحت المحيط الاطلسي
إكتشف علماء بريطانيون
امواجاً عميقة تتحرك في عمق المحيط الهادي و ذلك عن طريق روبوتات خاصة والذي كشفت
عن وجود امواج تتحرك شرقا وعلى عمق ميل من السطح. العلماء يشرحون منشأ الامواج
الغريبة: الامواج المعروفة بأمواج كلفن هي اعرض و اطول و ابطئ من تلك الامواج
الموجودة على الشاطئ، و يتسبب بنشوئها مجموعة التغيرات في حالة الطقس في المحيط
الهادي الاستوائي. و هي معروفة بوجودها قرب سطح المحيط الا ان العلماء تفاجؤوا
حينما اكتشفوها في أعماق المحيط. البروفسور كارن هايوود، و هو عالم محيطات في جامعة
ايست انجليا ( المملكة المتحدة) و احد معدي البحث يقول "لقد غمرتنا حالة من البهجة
و السرور في نفس الوقت" و يكمل قائلا "كنا نتوقع اكتشاف شيء من هذا على عمق 50
متراً لان صور الاقمار الصناعية تبين ذلك لكن كنا متحمسين جداً حين وصلتنا
البيانات من عمق 1500 متر تدل على وجود تلك الامواج و هذا يفتح امامنا آفاق للبحث
في اعماق اكبر لإحتمال وجودها هناك". و يقول الدكتور أدريان ماثيو و هو عالم احوال
جوية في معهد علوم البيئة في (المملكة المتحدة ) و قائد مجموعة البحث "كنا جميعنا
نعتقد بعدم وجود اي منها على عمق أكبر من 200 متر"، و يكمل قائلا:"كثير من البهجة و
السرور، كيف لا و قد وجدنا تلك الامواج على اعماق سحيقة بلغت 1500 متر فقد كانت
امواج عادية من حيث درجة الحرارة و درجة الملوحة، تتحرك شرقا كل شهرين عبر المحيط
الهادي الاستوائي". قد يكون الاكتشاف مهم جدا في توقع التغيرات في حالة المناخ و
توقعات حالة الطقس في المناطق الاستوائية. يعتقد العلماء ان سبب تلك الامواج
المحيطية يرجع الى تغير المناخ المعروف بـ 'تذبذب مادن جوليان ' Madden Julian
Oscillation - MJO و التي قد تتحول لتكون نقطة انطلاق لظاهرة النينيو في نظام
الغلاف الجوي في منطقة المحيط الهادي الاستوائي مما يؤثر على حالة الجو في العالم
كله. تذبذب مادن جوليان يعد واحداً من المصادر الرئيسية لتغيرات حالة الجو و المناخ
في المنطقة الاستوائية على حد قول الدكتور ماثيو، فهو يقول " هي تعمل اختلاف كبير
في حياة الشعوب في اماكن مثل الهند و اندونيسيا، ففي اسبوع يكون هناك هطول شديد
للامطار و بعد بضعة اسابيع يكون هناك جفاف غير طبيعي ثم العودة الى الامطار الغزيرة
من جديد و هكذا". استعمل فريق البحث روبوتات عائمة حرة تعرف ب ARGO FLOATS و هي
تعمل على عمق 1000 متر و تصعد للسطح مرة كل 10 ايام و هي تعمل على قياس درجة احرارة
و ملوحة المياه. وعند صعودها الى السطح فهي تقوم بإرسال كل البيانات عبر القمر
الصناعي و من ثم ترجع الى عملها في الاعماق. البرفسور هايوود يقول: " خلال العامين
الاخيرين حصلت ثورة في طريقة استكشافنا للمحيط، فقد عمل علماء المحيطات عبر العالم
على تجنيد جيش من الروتوتات العائمة قاربت 3000 و كنتيجة لذلك فقد اصبحنا اكثر قدرة
على ملاحظة التغيرات في مناخ المحيط و اكثر قدرة على الحصول على القياسات و
البيانات أكثر من اي وقت آخر علما ان علم المحيطات قد ظهر قبل حوالي 100 سنة ".
الاعجاز العلمي :
· أثبت القرآن وجود
ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجى) ليعلم قارئ القرآن أن هذه
الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي أي عميق،﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ
لُجِّيٍّ﴾ ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.
· وقد بين أهل اللغة
والتفسير معنى لفظ (لجي)، فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين:لجي هو العميق، وقال
الزمخشري:اللجي العميق الكثير الماء، وقال الطبري:ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق
كثير الماء، وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره واللجة معظم الماء، والجمع لجج،
والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.
· وهذه الظلمات
تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق الإشارة إليها. قال
تعالى﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾. قال
الزمخشري :(بظلمات متراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب)،وقال الخازن:(كظلمات في
بحر لجي أي عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب
غمورة الماء)وقال المراغي:(فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).
· وذكر القرآن أن
للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.
قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ... ﴾ .
وذكرت الآية وجود
موج آخر فوق الموج الأول قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ
فَوْقِهِ مَوْجٌ... ﴾ …وهذه صفة للبحر وهي:وجود موجين في وقت واحد أحدهما
فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج
الثاني فوق الموج الأول.
أحاول أن أتعاطف مع الإخوان لكن أتفاجأ من الوسائل التي يسعى الإخوان لكسب التعاطف من خلالها .... ألا وهي الفبركة والتدليس والكذب ، وفيما يلي بعض - وأقول بعض - الأمثلة التي يقف أمامها المرء حائراً :
نلاحظ كيف تروج إحدى صفحاتهم في التويتر صورة لجثث متفحمة على أساس أن السيسي أحرقهم ، في حين أن الصورة تعود لتاريخ قبل عامين تقريباً .. !!
د. حمد المطر هو أحد أعضاء "حدس" التي يعرف الكويتيون توجهها وانتماءها
يضع قبل أيام (بتاريخ 15/ 8/ 2013) صورة يعود تاريخ نشرها لأكثر من عامين وتحديداً في عام 2011 !!!
وهذا الرابط :
http://forum.te3p.com/472153.html
ونلاحظ في الصورة أيضاً أن زميل د.المطر وهو جمعان الحربش يأتينا بصورة أثناء نقاشه مع الشيخ مشاري العفاسي حول الأوضاع الجارية في مصر ، ثم إذا بنا نتفاجأ بأن الصورة تعود إلى أخبار سبق نشرها في أواخر عام 2011 !
في كثير من الأحيان نلاحظ الإخوان ينشرون أخباراً يصفونها بأنها بمثابة تأييد إسرائيلي لعزل مرسي
ولا ينشرون أخباراً أخرى إسرائيلية أيضاً في عدم تأييد عزل مرسي بل والتخوف الإسرائيلي من عزل مرسي حيث كانت العلاقة في التعاون الأمني جيدة مع مرسي كما في رابط الخبر من صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية :
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فإن
الشيخ عبد الكريم الخضير هو أحد المشايخ الذين حُبِّب إليَّ وإلى الكثيرين الحرص على تتبع فوائده وفرائده ، وكان من
الجوانب التي أحببت أن أُبرزها من خلال هذه المقالة جانب العلاقة بينه وبين شيخه
الإمام ابن باز رحمه الله ، فنقلتُ للقارئ الكريم ما وقفتُ عليه من مواقف ذكرها
الشيخ الخضير بشكلٍ عارضٍ أثناء دروسه النافعة ، مواقف جمعتها بحسبي وبقدر
استطاعتي ، لا بحسبه هو ، ولا بقدر ما كان بينه وبين وشيخه من مواقف وفوائد ،
والله المستعان ، فإلى المادة :
- أما عن ملازمة الشيخ
فـ((ـأول ما بدأ الشيخ ابن باز رحمه الله التدريس في الرياض بدأت ملازمتي له
ملازمةً تامة منذ سنة 1395 هـ إلى 1400 هـ ، ثم بعد ذلك انقطعنا عن الدروس بسبب هذه
الرسائل التي يسمونها علمية - والله المستعان - لكنَّ العلاقة لم تنقطع ، بل استفدنا
منه كثيراً إلى آخر حياته رحمة الله عليه )) . "شرح بلوغ المرام (شريط
13)"
-ومن
اللطائف أنه كان الشيخ ابن باز رحمه الله لا يحب البرد ، (( وجاء شخص من "أبها"
إلى الشيخ ابن باز وهو في الطائف فقال له : لو جئت يا شيخ إلى أبها لكانت أفضل من
الطائف، نسعر النيران في الظهر، ونلتحف البطاطين ، فقال الشيخ رحمه الله : إحنا
نتأذى من الشتاء ! نفرح إذا خرج الشتاء فكيف نذهب إليه ؟! والطائف جوه متوسط معتدل
)) "شرح الترمذي (شريط رقم 30)"
-وكان
يحضر لدى الشيخ رحمه الله أهل العلم والفتوى من شتى البلدان العربية والإسلامية ؛ ففي
إحدى المرات (( رأيت مفتي لبنان عند الشيخ ابن باز في مسألة متعلقة بما يسمى
بـ(مؤخَّر الصداق) حيث كانت ( 1 ) ليرة لبنانية = ( 1.5 ) ريال سعودي وهذا شيء
أدركناه قبل ما يزيد على 30 سنة ، لكن الآن اختلف الوضع كثيراً فالـ(2500) ليرة لبنانية تقارب (5) أو (6) ريال
سعودي تقريباً ! فكان مفتي لبنان يرى أن الليرة تُعادَل بما تساويه قبل ، وكان
جواب الشيخ -رحمه الله- أن الليرة هي الليرة سواءً أزادت أم نقصت قيمتها )) . "شرح
الموطأ (شريط : 99 ، 108)"
- وأيضاً كان للشيخ
رحمه الله إلمامٌ بعلم العروض وأوزان الشعر ؛ ويؤكد ذلك (( أننا لما درسنا الفرائض
على الشيخ سنة (1395 هـ ) ، فمر بيتٌ في منظومة "الرحبية" ، فكأن الشيخ
رأى أن البيت منكسر ، فقطعه وعدله ، مما يعني استفادة الشيخ رحمه الله من علم
"العروض" وهو علم محصور يمكن الإحاطة به في أسبوع مثلاً ، نعم هناك ما
هو أهم منه، لكنه أيضاً ينفع )) . اهـ "شرح مختصر الخرقي (شريط 19)"
-ومن
المواقف معه (( أني سألت شيخنا الشيخ ابن باز قلت: نجد مسائل فيها دليل صحيح صريح
فيه أمر، ولم نجد له صارفاً، ولم يقل بمقتضاه إلا الظاهرية، فقال الشيخ : (( يرجح
قول الظاهرية ولو لم يوافقهم أحد ، إذا كان قولهم هو الموافق للدليل )) ، وبسطت له
المسألة وقلت له : (( لعل للأئمة أدلة ما اطلعنا عليها من تقصيرنا وقصورنا )) ، فقال:
(( ولو كان ، فما دام الدليل معهم فقولهم هو الراجح ، وهذا هو الأصل الذي لا ينبغي
أن يحاد عنه )) .
لكن يبقى
لمثل هؤلاء أن يقولوا مثل هذا الكلام، لكن طالب علم مبتدئ أو متوسط عليه أن يهاب
أهل العلم وأقوالهم ، ويتهم نفسه بالتقصير ؛ فالمسألة ليست اتهام للأئمة أنهم
رجحوا قولاً بغير دليل بقدر ما هو اتهام للنفس في التقصير في البحث، والله
المستعان )) . اهـ ( أشرطة "شرح مختصر الخرقي" (شريط 28 ) ، أشرطة
"شرح الموطأ" (الدرس 13، والدرس
64 )
-ومن المواقف موقف
آخر في آداب طالب العلم وهو يؤكد ما (( قال الناظم رحمه الله تعالى :
والأخذ
من أفواههم لا الكُتُبِ ... أَدْفَعُ للتصحيف فاسمع وادأبِ
يعني أن
تتلقى العلم من أفواه الشيوخ ، والشيوخ تلقوه عن شيوخهم ، هذا يقيك شر التصحيف
والتحريف ؛ وأنا سمعت شخصاً يقرأ على الشيخ ابن باز – وهو أحد من الكبار ولا يحتاج
أن أسميه – يقول : ( سلمة بن كهبل ! ) فهل هذا أخذ من أفواه الشيوخ ؟! يعني هل هذا
يليق بطويلب فضلاً عن طالب له عناية بالحديث ؟ سلمة بن كهبل سبحان الله )) . اهـ
"شرح
ألفية العراقي ( الدرس 32)"
- ولكن أيضاً من المواقف التي ذكرها الشيخ الخضير والتي ترسخ أن المرء (( مهما بلغت منزلته فإنه
لا يحيط بكل شيء ، بل قد يخفى على العالم ما يوجد عند صغار طلاب العلم، وأن البشرية
من آدم إلى قيام الساعة لن يخرجوا عن قول الله -جل وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ
إِلاَّ قَلِيلاً} وأنه لا بد أن يتعلم الإنسان قول : (( الله أعلم )) ، أو (( ما سمعت
)) ، أو نحوها ... الشيخ ابن باز -رحمه الله- في حلقة من الحلقات [ الإذاعية ] ،
سئل عن معن بن زائدة : هل
هو صحابي ؟ وإلا تابعي ؟ وإلا ويش هو ؟ فقال : (( ما أدري ، نبحثه إن شاء الله )) بعد
الحلقة قال المذيع : (( نمسح السؤال ؟ ))
قال
: (( لا تمسحه .. خلّه ايش المانع ؟! )) .
"شرح الموطأ (شريط : 65)"
-ومن الفوائد مسألة :
جواز سفر الخادمة مع أهل البيت للضرورة ؛ لأن تغيبها في البيت قد يفضي إلى فتنة ،
فيأخذونها من هذا الباب تخفيفاً للشر ، قال الشيخ الخضير حفظه الله : (( وهذه
المسألة أفتى بها الشيخ ابن باز - رحمه الله - سنة 11 هـ لما كانت أحداث الكويت ، والناس
تفرقوا وعندهم خادمات ، سئل وقالوا له : (( تبقى لمن ؟ )) يعني : الضرر لا بد أن
يزال ، وإذا وجد ضرر خفيف ، وضرر أشد منه لا بد أن يدفع أعلى الضررين ، ولو ارتكب
أخفهما ، فينظر في مثل هذا )) . اهـ "شرح كتاب الحج من صحيح مسلم" (الدرس
24)
- ويقول الشيخ الخضير أيضاً : ((
كما سألته مرة عن " أذكارِ النوم " وقولِ ابن القيم - وهو من أهل الاطلاع
الواسع - أنها تبلغ الأربعين ذكراً : فقد سألت الشيخ ابن باز قلت: تصل إلى
الأربعين؟ فاستغرب هذا العدد قال: لا هذا كثير جداً، ما تبلغ هذا العدد ولا نصفه )) .
وأذكر
في ختام هذه المواقف موقفين حدثني بهما أخي الفاضل عبد الله خالد نصار العجمي عن
الشيخ عبد الكريم الخضير عن أخته وهي أم أحمد زوجة الشيخ ابن باز رحمه الله :
- أن
الشيخ في أواخر حياته لما أُدخل المستشفى كان يشعر بالضيق الشديد لتوقفه عن
التدريس ، فكان في بعض الأحيان يلقي المحاضرات والدروس على عددٍ من الأطباء أو
العاملين في المستشفى ، إلا أن ذلك لم يروِ غليله فأصرَّ على الخروج من المستشفى
ليستأنف الدروس التي كان يلقيها خارج المستشفى .
- وأما
الموقف الآخر فبعد مغادرة الشيخ المستشفى إلى بيته طلب من زوجته أن توقظه في
الساعة الثانية صباحاً ؛ لكي يقوم لصلاة الليل فضبطت المنبه على الساعة الثالثة لينال
الشيخ مزيداً من الراحة ، إلا أن الشيخ رحمه الله لما صارت الساعة الثانية استيقظ
لوحده وأوقظ زوجته مستفسراً عن الوقت فأخبرته بالوقت وبأنها أخرت المنبه ، فتضايق
الشيخ وقال لها : ( إن الراحة راحة الآخرة
) فتركته زوجته وما أراد وظلت هذه صلاة الشيخ حتى قُبض بعد ذلك بفترة وجيزة
.