الأربعاء، 21 أغسطس 2013

قصتي مع الفلبيني صاحب البقالة < طلال سعود الغسلان

قصتي مع الفلبيني صاحب البقالة


مبنى الكونجرس في أوستن. ( صورة 1 )

عند وصولي إلى مدينة أوستن في ولاية تكساس قادماً من مدينة سياتل في ولاية واشنطن ، وفي صباح اليوم الثاني ، قررت وصديقي فيصل التجول في المنطقة المحيطة بالسكن وإستكشافها ، حيث أصبحنا أكثر ابتهاجاً وراحةً لما تحتويه المنطقة من مطاعم ، مراكز تسويق غذائية ، صيدلية ، محطة محروقات ، بنوك ، سينما ، وغيرها من الخدمات ، هذا بالإضافة إلى قربه من أحد أهم الشوارع الرئيسية في أوستن وهو شارع الكونجرس Congress St ، حيث تقع الجامعة التي أدرس بها حالياً سانت ادواردز Saint Edward’s والعديد من المراكز الأساسية في المدينة وصولاً إلى أكبر كونجرس في أمريكا. ( صورة 1 ) .

العملة المعدنية المستخدمة في أمريكا ( صورة 2 )

تعتبر البقالة (محل التموينات الغذائية) من العوامل الأساسية الواجب توافرها قريباً من المنزل ، حيث يسهل شراء اللوازم الإستهلاكية كثيرة الإستخدام وغيرها الكثير مما تحتويه بين جدرانها الأربعة المتهالكة في الغالب. ولأهميتها ، قررنا الذهاب إليها أولاً لشراء بعض اللوازم الغذائية ، عند الإنتهاء من التسوق دفعت المبلغ كاش ، وقام الكاشير بإعطائي المبلغ المتبقي حيث كان يحتوي على الكثير من النقود المعدنية والتي تسمى Coins ( صورة 2 ) ، ولأني لم أعتد على حملها والتعامل معها ، كان مصير الكثير منها ومن ما سبقها هو الضياع والإختباء.

في طريق العودة إلى المنزل ، كنت أفكربالطريقة الصحيحة

محفظة النقود المعدنية ( صورة 3 )

 لحمل هذه النقود ، حيث أني عزمت على تغيير طريقة دفع الحساب من البطاقة الإئتمانية إلى الكاش ، لأن البطاقة الإئتمانية تجعل منك انساناً آخر يحب الصرف والتسوق وهو غير آبه بالنتائج العكسية المحزنة في كثير من الأحيان ، استمر القلق يصاحبني إلى أن وصلنا إلى المنزل ، بعد الوصول كان لدي القليل من الأعمال المنزلية ، فالسكن جديد ويحتاج لبضعة أشياء من تنظيف وترتيب وغيرها، في هذه الأثناء طرأت لدي فكرة شراء محفظة نقود معدنية ( صورة 3 ) فقررت شرائها صباح الغد.

في صبيحة اليوم الثالث ، خرجت من المنزل قاصداً البقالة ، فشراء المحفظة أصبح من الضروريات ، عند وصولي ، قابلت الكاشير وسألته: هل من الممكن أن أحصل على محفظة نقود معدنية؟ أجاب سريعاً وقال: لا يوجد لدينا محافظ. بعدها بدت عليّ ملامح الإحباط وسألته: ومن أين أحصل عليها؟ فبدأ يصف لي منطقة قريبه وقال بأني سوف أجد أنواع كثيرة من المحافظ هناك. قاطعته سائلاً إياه: وكم تبعد هذه المنطقة من هنا؟ فقال: هل أنت جديد هنا. فقلت له: نعم ، وهذا اليوم الثالث لي هنا. بعدها أخرج محفظة نقود معدنية كانت معلقة في بنطاله ، وبدأ يفرغها مما تحتويه من النقود المعدنية ، وقال لي: تفضل خذها ، هذه محفظة نقود معدنية..! قلت له: وكم سعرها؟ فقال: خذها فرري ( أي خذها مجاناً ) ، فأنت جديد في المنطقة وقد تكون بحاجتها أكثر مني. عندها لا أعلم كيف يكون الرد المناسب لهذا الشخص إلا أني أطلت معه الحديث حول قصته ، فهو فلبيني يتكلم 3 لغات بطلاقة ، الفلبينية والإنجليزية والأسبانية ، وكل ذلك من أجل عمله الذي يتطلب أن يكون متقناً للإنجليزية والأسبانية ، فجاهد نفسه وتعلم إلى ان امتلك هذه البقالة الصغيره ، بزبائنها الكُثُر ، نتيجة تعامله الرائع مع زواره الذين يحبونه ويحبهم. طلبت منه صورة ، فوافق في الحال.. دمتم بخير وعافية..


- مايستفاد من هذه القصة:
  • المعاملة الحسنة مع الناس ، تجعلك محبوباً ، وتبعث في نفسك السعادة والأمل.

  • أنصح الجميع بعدم استخدام البطاقة البنكية لدفع الحساب ، واستبدالها بالكاش ، فالإختلاف بينهما كبير.

  • العمل بإخلاص ومثابرة يحقق لك الراحة النفسية ، ويجلب لك التوفيق من رب العزة والجلال.


المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق