الزجاجة:
ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصابيح التقليدية؟
لقد استخدم الناس الشعلة لأجل الإضاءة على مدى آلاف السنين, دون اللجوء للاستفادة من الزجاج في هذا المجال ثم جاء العبقري ليوناردو دافينشي(1452-1519), وقام بهذا العمل المهم لتطوير المصباح, ولكن لم يضع الشعلة باسطوانة زجاجية, بل وضعها باسطوانة معدنية, وقد مرت ثلاثة قرون من الزمن, قبل أن يتوصل الإنسان إلى استبدال الاسطوانة المعدنية باسطوانة من الزجاج الشفاف. كما يتضح لنا فان زجاجة المصباح هي عبارة عن اختراع عملت على إيجاده عشرات الأجيال من البشر.
صورة مصباح الزيت القديم www.theartisticshop.com
|
ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصباح؟
1- حماية الشعلة من الرياح لكي لا تنطفئ وهذا هو الدور الثانوي للزجاجة.
2- أما الدور الرئيسي لها فيتمثل في زيادة تألق الشعلة بالنسبة للناظر. الزجاجة هي القنديل من البِلَّوْر، جعل فيها المصباح لأن الضوء في الزجاج أظهر وأبين منه في كل شيء عندما يكون نقيا لامتلاكه قرينة انكسار (النسبة بين سرعة الضوء في الخلاء إلى سرعة الضوء في الزجاج) مناسبة يجعل الضوء النافذ منه يسير منكسرا في جميع الاتجاهات. ووجه ذلك أن الزجاج جسم شفاف يظهر فيه النور أكمل ظهور.
3- تعجيل عملية الاحتراق
إن دور الزجاجة هو نفس دور مدخنة الفرن أو المصنع, المتمثل في تقوية تيار الهواء المندفع نحو الشعلة. مما يؤدي إلى زيادة سحب الهواء.
وتحدث هذه العملية كما يلي:
إن الشعلة تسخن عمود الهواء الموجود داخل الزجاجة أسرع بكثير من تسخينها للهواء المحيط بالمصباح عندما يسخن الهواء ويصبح نتيجة لذالك أخف مما هو عليه, وبموجب قانون ارخميدس, يطرد إلى الأعلى من قبل الهواء الثقيل البارد, الذي يدخل من الأسفل من خلال الفتحات الموجودة في قاعدة فتيلة المصباح .
وبهذا الشكل يتكون تيار دائم من الهواء, يتجه من الأسفل إلى الأعلى ويعمل باستمرار على سحب نواتج الاحتراق إلى خارج الزجاجة وإدخال الهواء النقي إليها, وبزيادة الفرق بين وزني عمودي الهواء ا لساخن والبارد وتزداد بذالك شدة اندفاع تيار الهواء النقي وبالتالي تزداد سرعة الاحتراق وهذا هو نفس العامل الذي يفسر لنا سبب إنشاء المداخن العالية جدا في المصانع الحديثة.
وجاء في سنن الترمذي - بَابُ مَا جَاءَ في تخميِر الإناءِ وإطفاءِ السِّراجِ والنَّارِ عند المنام,ِ
حَدَّثَنَا قُتَيبةُ عن مالكٍ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ قال:
قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (أغلقوا البابَ وأوكِئوا السِّقاءَ وأكفئُوا الإناءَ أو خمِّروا الإناء َوأطفئُوا المصباحَ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ غُلقاً ولا يحلُّ وكاءً ولا يكشفُ آنيةً فإنَّ الفُويسقَةَ تُضرمُ على الناسِ بيتهُم).
وهنا نجد تحذير من النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الغازات والأبخرة الناتجة عن احتراق الزيت في قوله (أغلقوا الباب ... وأطفئوا المصباح ). لأنه إذا بقي المصباح مشتعلاً أطلق الغازات الناتجة في جو الغرفة المغلقة ملوثاً هواءها وهذا من شأنه التأثير سلبا على صحة الإنسان النائم , وحفاظا على صحتنا أوصانا أكرم الخلق وخاتم الرسل بإطفاء المصباح.
الغرض من استخدام الزجاجة حول المصابيح الكهربائية الحديثة.
تطور أسلوب الإنارة منذ اكتشاف النار واستخدامها للتدفئة ونشر الضوء إلى المصابيح الكهربائية الحديثة بكافة أنواعها وأشكالها, التي تشترك جميعا بوجود الزجاجة حول المصباح الذي يبعث الضوء والنور, ولكن ما الغرض من هذه الزجاجة ؟
قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي بوضع سلك من التنغستين (سلك معدني لولبي الشكل يسمى سلك الإضاءة ), ليكون المصباح (الفتيلة) الذي يستمد الطاقة من المنبع الكهربائي فيتوهج مصدرا الضوء, وتتم هذه العملية كما يلي:
عندما يمر التيار الكهربائي عبر السلك يسخّنه بشدة حتى يشعّ و يتغيّر لونه إلى الأحمر أو الأصفر.
صورة لأديسون ومصباحه الكهربائي www.mall-usa.com
|
و ما هذا الضوء الذي تستمع به وتستفيد منه سوى نتيجة احمرار السلك وتوهّجه ..
لذلك يتم اختيار معدن السلك بحيث يكون شديد و سريع التوهج وبما أن هذا السلك يحترق بوجود الأوكسجين كان على أديسون تخلية جو الزجاجة التي تحيط بالمصباح من الهواء لكي لا يحترق السلك الذي يعتبر مصدر الضوء.
ما الحكمة من اختيار الزجاج كمادة تحيط بالسلك؟
الزجاج من المواد الشفافة, لان الضوء ينفذ من خلاله بانكسار بسيط يحدد بدرجة نقاء الزجاج وينشر الضوء في جميع الاتجاهات, وبذالك تصبح زجاجة المصباح وكأنها المصباح نفسه لأنها تمتلك خاصية التألق.
بعض أنواع المصابيح الكهربائية:
مصباح الفلوريسنت - المصابيح المملوءة بغاز الأرغون الخامل – مصابيح النيون - المصباح المملوء ببخار الزئبق - مصابيح الكسينون الذي يستخدم في الملاعب والساحات العامة - مصابيح التنغستن مع إضافة مادة هالوجينية كاليود في الحوجلة الزجاجية للمصباح ويستخدم بشكل واسع في مصابيح السيارات. ونلاحظ أن جميع المصابيح تشترك بالزجاجة التي تحضن المصباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق